تزامنا مع إقرار الکونغرس الامريکي بأغلبية لمشروع القرار 1148 الذي وقعه 223 نائبا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، فقد مدد مجلس الاتحاد الأوروبي، في بيان له، يوم الاثنين الماضي، العقوبات المفروضة على النظام الإيراني حتى 28 يوليو 2025، مشيرا إلى دعم النظام الإيراني التسليح للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط والبحر الأحمر.
هذان الإجراءان اللذان يعتبران ضربتين موجعتين جدا للنظام الايراني في الوقت الحاضر ولاسيما وإنهما قد جاءا بعد بيانات غالبية الهيئات التشريعية ال 34، بما في ذلك 4000 برلماني من أصل 84 برلمانا في 50 دولة، فإن کل ذلك يدل على إن عملية النضال والمواجهة التي يقودها المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بات يحرز ليس تقدما في مجال مقارعة النظام الايراني والسعي من أجل إسقاطه بل وحتى إنه صار يعمل وبصورة واضحة في تضييق الخناق أکثر على النظام الايراني على الصعيد الدولي من خلال زيادة الدعم العالمي لمقاومة الشعب الإيراني للنظام الدکتاتوري الحاکم في طهران.
الملفت للنظر هنا في قرار الکونغرس الامريکي الذي أشرنا إليه أعلاه، إنه قد تم التوقيع عليه من قبل أغلبية أعضاء مجلس النواب الأمريكي حيث يدين إرهاب نظام الملالي والحرب الإقليمية بالوكالة وقمعه الداخلي. ووقع عليه 11 من رؤساء لجان مجلس النواب ورؤساء 53 لجنة فرعية في الكونغرس، بما في ذلك رئيس لجنة الاستخبارات ورئيس لجنة الاعتمادات ورئيس اللجنة الأمنية. وهذه الصيغة التي صدر بموجبها القرار تعکس وجهة نظر الشعب والمقاومة الايرانية.
وقد أکد مشروع القرار 1148 على الاعتراف بحقوق الشعب الإيراني ونضاله من أجل إقامة جمهورية ديمقراطية قائمة على الفصل بين الدين والدولة وإيران غير نووية. كما دعم برنامج السيدة رجوي المكون من 10 نقاط، وحقوق منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في أشرف 3، والاعتراف بنضال وحدات المقاومة ضد حرس النظام الإيراني.
والذي يجعل النظام الايراني يشعر بالکثير من القلق والتوجس إن هذا القرار قد صدر في وقت يزداد فيه النظام عزلة على الصعيد الدولي وتزداد مشاعر الرفض والکراهية الشعبية ضده والعزم على إسقاطه، الى جانب إن دور المقاومة الايرانية يزداد قوة وتأثيرا في داخل وخارج إيران ولاسيما وإن وحدات المقوامة صارت تشکل کابوسا کبير للنظام ولاسيما وإن نشاطاتها باتت تشمل سائر أرجاء البلاد.
ومن المهم جدا هنا الى أن مشروع قرار الکونغرس الامريکي قد شدد على ضرورة مواجهة “رأس أفعى الإرهاب والحرب في المنطقة”، وأشار إلى أن تجاهل التدخل المباشر لحكومة طهران في الصراعات والأزمات اللاحقة يشجع المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس على تأجيج هذا الصراعات. وأوضح أن بقاء النظام الإيراني يعتمد بشكل خطير على قمعه الداخلي وأنشطته الإرهابية في الخارج باستخدام وكلائه”، وهذا أيضا يعکس موقف الشعب والمقاومة الايرانية وهذا مايدل على إن مسار الاحداث والتطورات باتت تجري على العکس تماما من الذي إنتظره وينتظره النظام الايراني.